لعل أغلب مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي، وخصوصا Facebook وSnapchat، يعرفون من هي اعتماد الصغير، الشابة المغربية التي عادت لوطنها الأم المغرب بعدما قضت 14 سنة في فرنسا لتكتشف الواقع المرير الذي يعاني منه الشباب بصفة خاصة، والشعب المغربي بصفة عامة.
وصلت شهرة اعتماد إلى درجة إذاعة الفيديو الذي تبكي فيه على معاناتها من ردائة الإتصال الشبكي لأحد عمالقة الاتصال « اتصالات المغرب »، على إحدى برامج MBC. وكما لا يخفى على جميع مستعملي الأنترنت باختلاف شركات الإتصال التي ينتمون إليها، فإن جودة الصبيب جد رديئة، بل وقد يكاد الإتصال بشبكة الأنترنت يكون مقطوعا رغم أداء الفواتير.
ثم تلا فيديو المعاناة مع الأنترنت فيديو آخر تبدو فيه « البكاية » جالسة على أرضية إحدى محطات القطار التابعة للعملاق المحتكر لشبكة السكك الحديدية بالمغرب « ONCF »، وهي تبكي حالها وحال العديد من الأشخاص الذين يعتمد تنقلهم اليومي إلى الشغل أو الدراسة أو العلاج بصفة رئيسة على القطار. هؤلاء الأشخاص الذين لا يحَرك ساكن من أجلهم مهما تكلموا واحتجوا. فالقطار في المغرب أصبح رمزا للتأخير والانتظار الطويل جدا من دون تعويضات على الضرر أو أدنى محاولة لتغيير هذا الواقع المخزي والذي يضر بالمصالح الشخصية للمغاربة وخصوصا مستعملي « ما يسمى بالقطارات ».
ولقد تعرضت اعتماد إلى العديد من الانتقادات بسبب طريقة تقديمها لفيديوهاتها، فالبعض اتهمها بالجنون، والبعض الآخر اتهمها باللهث الغبي وراء الشهرة. إلا أن العديد من الأشخاص أبدوا إعجابهم بطريقتها في إيصال الفكرة كونها اعتمدت على صراحة مشاعرها ولم تخشَ إظهار دموعها حسرة على الفرق الشاسع بين أوربا والمغرب في النظام واحترام حقوق المستهلكين رغم توفر الإمكانيات، بل ونوهوا شجاعتها في توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى المسؤولين عن الاختلال بدون أدنى خوف أو تحفظ.