في الشهر الذي يصادف اليوم الرابع عشر منه عيد الحب، اخترنا أن يكون موضوع سلسلة المقالات الشهرية هذه المرة هو قصص حب ظلت ولازالت راسخة في عقول الناس. هذا الإحساس النبيل الذي بدأنا للأسف نفقد شيئا من مغزاه الحقيقي، والذي لازال بالتأكيد حيا في قلوب الكثيرين بشكل قد يتجاوز كل أساطير الحب. سكن قلوب مشاهير، وصنعت منه قصص وأفلام عديدة، وجمع بين أناس حتى ولو كانوا من أعراق مختلفة. »
بعدما حدثناكم في المقالين السابقين من هذه السلسلة عن كل من قصتي حب الشاعر نزار قباني، والحكاية الأخرى للسيدة فيروز، اخترنا أن نرجع بكم الآن إلى زمن الأندلس الجميل، تحديدا إلى حقبة ملوك الطوائف لنحكي لكم عن قصة حب جميلة كان بطلها ملك إشبيلية وغرناطة حينها، المعتمد ابن عباد وزوجته التي اشتق لقبه (المُعتمد) من اسمها الذي كان »إعتماد ».
1. التقى ابن عباد بمن أسرت قلبه حين كان يتجول رفقة صديقه الشاعر ابن عمار في أحد حدائق إمارة إشبيلية
ويحكي التاريخ أنه لمحها حين كان يقول أبيات شعر ويكملها صاحبه الذي عُرف بطلاقته وسرعة بديهته، إلا أنه عجز عن إتمام البيت الذي قال فيه »صنع الريح من ماء الزرد » لتكمله اعتماد التي كانت جارية تغسل الثياب بجانب أحد الأنهار قائلة » أيُ درع لقتال لو جمد ». فأذهل بموهبتها بالشعر وتُيم بجمالها.
2. بعد ذلك استفسر ابن عباد عنها وحين عرف أنها جارية لرميك بن الحجاج دفع له ما طلبه من مال لعتقها وتزوجها
وكان هائما بشدة في حبها، فقد كان يفعل كل شيء لإسعادها وبالمقابل هي أيضا كانت تنسيه في هموم الحكم بروحها المرحة وطلاقة تعابيرها.
3. شاركت اعتماد زوجها كل شيء، وحين نفاه المرابطون إلى »أغمات » ضواحي مدينة مراكش كانت سنده في محنته
إلى أن ماتت بجانبه ولحقها بعد أيام قليلة ودفنا بجانب بعض. ولازال ضريحهما إلى اليوم شاهدا على قصة حبهما التي جمعتهما حتى الموت.