إبان الحرب العالمية الثانية، قامت فرنسا بتسخير جميع موارد مستعمراتها لتزويد الجيش بالمؤونة والغذاء، حيث تمت مصادرة جميع محاصيل المغرب الفلاحية، ما أدى إلى بروز مجاعة كبيرة سنة 1944 سميت بعام « البون »، دلالة على الوصل الذي كانت توزعه السلطات الإستعمارية على المغاربة لإقتناء كمية صغيرة و محددة من المواد الأولية، كالقمح والزيت والشاي والسكر.
خلال هذه السنوات العصيبة، عم الجوع و القحط جميع أرجاء المملكة، ما أدى بالعامة إلى البحث عن أي نوع من الغداء لسد رمق الجوع، حيث فضل العديد منهم المغامرة بأكل أشياء سامة على الموت جوعا.
في هذا المقال، إخترنا لكم 5 أشياء أكلها المغاربة في عام « البون » :
1. نبتة « يرنة » المرة
يعتبر الخبز أكثر وجبة أنقذت المغاربة من الجوع. ولكن، بعد أن أصبح القمح عملة نادرة جدا، وجد الناس البديل في نبتة « يرنة »، حيث كانوا يقتلعون جدورها و يحولونها إلى طحين ليصنعوا منه الخبز. و تتميز هذه النبتة بمذاقها المر جدا، ومع ذلك، فقد سدت خصاص العديد من العائلات.
2. الجراد
لم يكن عام البون المرة الأولى التي يأكل المغاربة فيها الجراد مشويا أو مقليا، حيث كلما أتت هذه الحشرات على المحاصيل، قام الفلاحون بجمعها وبيعها، في مشهد يمكن أن نصفه بالإنتقامي…
3. لحم الخنزير
يعتبر أكل لحم الخنزير من الأشياء المحرمة في شعائر المغاربة. ولكن في عام البون، قام الفقهاء و علماء الدين بالسماح للعامة بإصطياد الخنازير البرية و أكل لحمها.
4. أوراق الشجر و النباتات السامة
لمغالبة الجوع الكاسر، إضطر المغاربة إلى قطف أوراق الشجر و سلقها في الماء مع بعض التوابل الموجودة لإعداد الحساء. و في بعض المناطق القاحلة، قام البعض بأكل بعض النباتات السامة، ما تسبب لهم في حالات إسهال حاد أو تسمم، وصلت في أحيان كثيرة إلى موت عائلات بأكملها بسبب وجبة واحدة.
5. البلوط، الخروب و »البقولة »
بعد موجة الجفاف التي ضربت المغرب خلال فترة عام « البون »، أقبل المغاربة، لأول مرة، على أكل ما جادت به الغابات، حيث أكلوا لأول مرة البلوط، الخروب و البقولة.
خلف عام « البون » نذوبا كبيرة في ذاكرة أجدادنا، حيث مات العديد منهم بالجوع والأمراض التي إنتشرت آنذاك بسبب سوء التغدية و قلة النظافة. من جهة أخرى، لقنت هذه المأساة المغاربة دروسا كبيرة، حيث إخترعوا أكلات جديدة، و خزنوا جميع أنواع الأغدية، خوفا من رجوع الجفاف و المجاعة مرة أخرى.