بوادر أزمة سعودية أمريكية تلوح بالأفق. (JASTA Justice Against Sponsors of Terrorism Acts) قانون جديد يتيح لأسر ضحايا 11/9 مقاضاة المملكة العربية السعودية، فبالرغم من أنه ليس هنالك أدلة مباشرة تدين الرياض، إلا أن الكونغرس الأمريكي قام بالموافقة بالأغلبية المطلقة للإرساء على هذا القانون بعد نقضه للفيتو الرئاسي. إليكم 6 عواقب لهذا القرار:
1. عقوبات مالية ضخمة على أمريكا
المملكة العربية السعودية لديها الكثير من وسائل الضغط على أمريكا، منها على الجانب الاقتصادي، فقد هددت السعودية بسحب 750 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية في حالة تم تفعيل هذا القانون الذي يدعى قانون جاستا. زيادة على أن السعودية قادرة على الضغط على أمريكا بداية من النفط، وبالإضافة لشركات واستثمارات خاصة سواء معلنة أو غير معلنة، ومشاريع كثيرة سعودية أمريكية في جميع دول العالم والتي أصبح مصيرها مجهولا في ظل هذا التوتر ليكون الرد السعودي قاسياً.
2. إعادة ترتيب أوراق السياسة الخارجية
السعودية تستطيع إقناع الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي أن يقوموا مثلها بتجميد التعاون مع أمريكا في جميع المجالات بدأً من مكافحة الإرهاب وحتى التعاون الاقتصادي، كعدم السماح لأمريكا بإستخدامها قواعد المنطقة العسكرية، بالإضافة إلى أنه من المحتمل زيادة الهجمات الإرهابية بعد انسحاب السعودية والتي كان لها دور كبير في القضاء على الإرهاب، كما سيكون هناك أثارا سلبية على مستوى الملف السوري واليمني وعدد أخر من الدول. ناهيك أن قانون جاستا سيعيد صياغة العلاقات من جديد، كما سيدفع بعض الدول إلى مقاضاة دول أخرى تسببت في ضرر لرعاياها، وهي سابقة جديدة في مفهوم القانون الدولي.
3. رفع الحصانة
بمجرد تنزيل نص القانون، ترفع الحصانة عن الوجود السعودي بأمريكا، ويسمح بمقاضاة الحكومة السعودية، حيث يعطي الحق لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر في الحصول على المليارات من الدولارات، إضافة عن ذلك ستصبح المتابعة القضائية متاحة حتى للاجئين السياسيين السعودين ببلاد العام سام.
4. تخوفات أوروبية من تطبيق هذا القانون
قد حذر الاتحاد الأوروبي من اعتماد قانون جاستا لأنه سيدفع بلاد أخرى بتطبيق نفس مبدأ هذا القانون بشكل أوسع، وبخصوص هجوم 11 سبتمبر، فإن 15 من منفذين هذا الهجوم من بين 19 ينتمون لتنظيم القاعدة وكانوا سعوديي الجنسية، ولكن بعد التحقيقات الأمريكية، لا يوجد دليل أو ما يثبت تورط الحكومة السعودية، أو أي من المسؤولين بها في تمويل هذا الإرهاب.
5. أوباما تحت الضغط في آخر أيام ولايته الرئاسية
وقد أقر الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي قانون جاستا، بعد نقضه للفيتو الرئاسي، فقد رد أوباما معقباً على ذلك أن هذه الخطوة هي سابقة خطيرة، وكذلك فإن صحيفة “نيويورك تايمز” قد تبنت وجهة نظر الرئيس أوباما، معتبرة أن هذا القانون إذا تم إقراره فسوف ينتج عنه نتائج خطيرة، كما أنه سيقضي على علاقة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، والعديد من الدول العربية التي ستساند السعودية، كما أن الصحيفة اعتبرت هذا القانون إذا ما تم إقراره، فهذا من شأنه أن يعرض أمريكا ومواطنيها ودبلوماسييها إلى عدد من المحاكمات والملاحقة القانونية من جانب دول غربية، وهو يبدو أن هدفه نبيل، لكنه سيكلف أمريكا ثمناً كبيراً، لأنه من شأنه أن يعقد العلاقات بين أمريكا والسعودية، ويعرض مواطني أمريكا ومؤسساتها للمحاكمة بالخارج.
6. تأييد سياسي أمريكي
لم يكن الشعب الأمريكي في صف رئيسه هذه المرة، بل رأى في القانون الفرصة لإسترجاع الكرامة والحق لأسر ضحايا الأحداث الإرهابية، بداية بالمرشح الرئاسي دونالد ترامب والذي عبَّر في تغريدة له « مثير للاشمئزاز: أوباما على وشك إلحاق العار بأسر ضحايا 11/9 بفيتو جديد… »
DISGUSTING: Obama is about to disgrace the families of 9/11 with new veto… https://t.co/erTm9tJy06 pic.twitter.com/GzZnpy4Mm9
— DonaldTrump (@3Danayen) September 22, 2016
وصولا إلى السيناتور الديمقراطي تشاك شومر الذي قال أن السعوديين إذا لم يفعلوا شيئاً، لا ينبغي أن يخشوا هذا القانون، وقال إذا كانت السعودية مسؤولة في هجمات 11 سبتمبر، فينبغي أن تتحمل المسؤولية.
If the Saudis did nothing wrong, they should not fear JASTA legislation. If they were culpable in 9/11, they should be held accountable.
— Chuck Schumer (@SenSchumer) September 23, 2016