كم كانت تكلفة آخر سفر منظم قمت به بمفردك أو رفقة أصدقاءك؟ وكم كانت المسافة التي قطعتها وكم بلدا زرته؟ طيب إذا كنت ستقطع أزيد من 3000 كيلومترا وتمر عبر 24 دولة في أعماق إفريقيا، علما أنك تملك مبلغا لا يزيد عن 800 درهم، فهل ستجرؤ على خوض هذه التجربة؟ فلتعلم إذا أن هذه خلاصة تجربة الشاب القنيطري عثمان زولاتي، صاحب الـ23 ربيعا، بعدما اختار خوض مغامرة مثيرة في القارة السمراء، بأقل تكلفة ممكنة، وتمكن من القيام بذلك في رحلة دامت 4 سنوات، تعرفوا إذا على أبرز محطات رحلته:
1 ـ التحضير للرحلة .. عملت في البناء لأوفر ثمن استخراج جواز السفر
كان الشاب قد تخرج قبل سنة فقط، اختار أن يحقق حلمه في زيارة بلدان عديدة، غير أن الهاجس اتلمادي كان دائما نصب عينيه، فهو لا يملك حتى مصاريف استخراج جواز سفر التي لا تتجاوز 300 درهما، لكنه ظل متمسكا بحلمه، واضطر للعمل لتوفير مصاريف استخراج الجواز واقتناء معدات السفر ورسوم تأشيرة موريتانيا أول محطة في رحلته، وكانت بداية العمل في مجال البناء كحمال، ومن ثم تنقل بين مهن عديدة كحراسة السيارات وكراء مظلات شمسية لرواد الشواطئ.
2 ـ خوض غمار الرحلة .. مشي وأوطوسطوب وعمل لتوفير المال
المبدأ الذي انطلق منه عثمان في رحلاته، هو الاستمرار في السفر لأطول مسافة ممكنة، وكانت طريقة تنقله في البداية هي المشي لمسافات طويلة واستعطاف ركاب السيارات لنقله من نقطة إلى أخرى، ولتغطية تكاليف الرحلة كان على عثمان العمل في وظائف بسيطة في كل بلاد يزورها، أو تقديم خدماته للسكان مقابل أن يوفروا له المأكل والمبيت، حسب تدوينة نشرها على حسابه بالفايسبوك، حيث قال، « سأتعلم مجموعة كبيرة من الحرف وأجرب مهناً عديدة في مدة قصيرة، أي سأضرب عصفورين بحجر واحد ».
3 ـ في قلب الرحلة .. العمل كصياد وماسح أحدية ونادل في مقهى
لم يضطر عثمان للعمل قبل وصوله للسينغال، وهناك كان به خصاص للمال، ولكنه لم يقف عاجزا أمام هذا فحذاقته مكنته من العمل مع الصيادين بالسينغال، وكان يجني نظير عمله مبلغا يتراوح ما بين 15 و20 درهما في اليوم الواحد، بعد ذلك وصل عثمان لدولة مالي حيث تنقل ما بين العمل في مطعم ثم الاشتغال في الميكانيك، ووجد أمامه مهنة بيع الأحذية في الكوت ديفوار، وبالموازاة مع رحلته، كان شاب يتقدم بطلبات عمل في شركات البلدان التي يحط بها الرحال إلى أن حصل على واحدة بساحل العاج، ومن ثم قرر أن يسثمر فيها بعض الوقت إلى حين تجميع ما يكفي من المال لاقتناء ما سيلزمه لاستكمال السفر واستخراج التأشيرات اللازمة لذلك، وبالفعل أمضى بالكوتديفوار ما يزيد عن 6 أشهر قبل أن يستأنف رحلته.
4 ـ الطريق إلى كيب تاون .. معرض صور لأربع سنوات في قلب الماما أفريكا
أخيرا فعلها، وصل الزولاطي لنهاية رحلته، إنها كيب تاون قلب جنوب إفريقبا، الدولة التي وضعها نصب عينيه منذ أن خرج من بيته، وكي لا يكون وصوله نمطيا وكلاسيكيا قرر تنظيم معرض صور يضم صورا التقطهاخلال رحلته منذ خروجه أول يوم، وبعد أن أنهى حلمه الذي استغرق 4 سنوات من الزمن قرر العودة في الـ7 من شهر غشت الجاري.