ملف: أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا

من طرف يوم 15 décembre 2016 على الساعة 17:21

في إطار الدبلوماسية المغربية الجديدة والتي تتوجه بكامل ثقلها نحو جنوب القارة وتنهج سياسة الكل فائز، وقع الملك محمد السادس اتفاقية مع نظيره النيجيري محمدو بوهاري، اتفاقية لتدارس إمكانية تشييد أنبوب غاز يربط بين المغرب ونيجيريا مرورا بعديد دول غرب افريقيا، ولما لا ربطه بالسوق الأوربية في المستقبل.

1. حلم أم واقع؟

الجدير بالذكر أن أنبوب الغاز هذا الذي يربط بين نيجيريا وأوربا ليس بوليد اليوم، لكن حاولت العديد من الدول إنجاز مشروع مماثل دون نجاح، حيث أنه في سنة 2002 وقعت الجزائر مع نيجيريا عقدا مماثلا لدراسة مشورع إنجاز أنبوب غاز يربط بين البلدين مرورا بالنيجر وقدرت كلفته آنذاك بـ 14 مليار دولار، مشروع ظل حبيس الرفوف خصوصا لأسباب أمنية وقبل ذلك، سنة 2000 حاولت شركة أمريكية القيام بنفس الأمر لكن لا جديد يذكر.

2. لماذا الغاز النيجيري؟

في ظل التغيرات المناخية التي تضرب العالم والتي عشنا على وقع تأثيراتها في السنوات الأخيرة، تتوجه العديد من الدول إلى الابتعاد عن إنتاج الطاقة من المحطات التي تستعمل الفحم وتتحول تدريجيا إلى الغاز الطبيعي، والمغرب ليس بالاستثناء.

الغاز الذي يستعمله المغرب لإنتاج الطاقة يأتي أساسا من مستحقاته التي تدفعها له الحكومة الجزائرية على شكل مادة خام مقابل مرور أنبوب الغاز الجزائري المتجه إلى اسبانيا (تعاقد قارب على الانتهاء، حيث أن العقد الأولي يمتد لغاية سنة 2021). لكن المغرب يسعى إلى التخلص من التبعية الطاقية الجزائرية وذلك بتنويع الحلفاء وهنا تأتي أهمية نيجيريا.

3. نيجيريا

نيجيريا قامت في السنوات الأخيرة بتخطي جنوب افريقيا وتوجت نفسها القوة الاقتصادية الأولى في القارة ويرجع ذلك أساسا إلى توفرها على ثروات طاقية ضخمة من الغاز والبترول وكذا ثروتها البشرية التي تتعدى خط الـ 170 مليون نسمة.

هي القوة الاقتصادية 26 في العالم ويتوقع أن تدخل في العقود القادمة نادي 20 أقوى اقتصاد في العالم.

4. المغرب في كل هذا؟

الفاتورة الطاقية في المغرب جد مرتفعة وذلك لافتقاره إلى الثروات الباطنية الطاقية المتمثلة أساسا في الغاز والبترول (تم اكتشاف الغاز الطبيعي بنواحي فجيج من طرف شركة التنقيب البريطانية Sound Energy والتقارير الأولية تتحدث عن قدرة إنتاج تفوق 6 مليار متر مكعب في السنة) وهو ما يفسر توجه المملكة إلى الطاقات البديلة والتزامها في الكوب بأن تمثل هذه الأخيرة 52% من الإنتاج الطاقي المحلي بحلول سنة 2030 وكذا البحث عن استعمال الغاز الطبيعي كمورد أولي للطاقة وهو ما يفسر المخطط المغرب المسمى Gas To Power والباحث عن مضاعفة حصة الغاز في الإنتاج الطاقي ثلاث مرات وذلك بإنشاء محطة للغاز الطبيعي بالجرف الأصفر قادرة على تحويل الغاز السائل إلى غاز طبيعي ونقله عبر أنابيب إلى كافة ربوع المملكة. مشروع تقدر تكلفته بـ 4.6 مليار دولار.

5. نيجيريا – المغرب

المشروع الجديد سوف يمتد على طول 6000 كيلومتر وسيربط نيجيريا بالمغرب، ولما لا أوربا.

الجدير بالذكر أن جزءا من هذا الأنبوب مشيد حاليا وهو يربط نيجيريا بالبنين والتوجو وغانا، كما أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اتفقت على تمديد هذا الأنبوب ليصل إلى ساحل العاج والسنغال.

6. المشاكل؟

وهو الجزء الأهم من الموضوع. أنبوب الغاز هذا يحتاج إلى تمويل مهول والتقارير الأولية تتحدث عن 20 إلى 25 مليار دولار لإنجازه. هذا اقتصاديا، أما عن الأوضاع السياسية فهذا الأنبوب يجب أن يمر بالعديد من الدول التي يرجو المغرب موافقتها على ذلك مقابل جزء من الغاز النيجيري، وإن ظهرت مشاكل من بعض الدول كموريتانيا التي ترسل إشارات إلى اقترابها من الجزائر، والبوليزاريو وتسعى إلى عرقلة المشروع خوفا مما سمته حلف باريس-الرباط-دكار فسيضطر المغرب إلى إنجاز المشروع عبر المياه الدولية وهو الشيء الذي تسمح به القوانين الدولية.

7. البعد التنموي

لتفادي أخطاء الماضي وتقوية مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، يسعى الملك محمد السادس إلى إعطاء المشروع بعدا دبلوماسيا وتنمويا واسعا، حيث يربط المشروع بالعديد من المشاريع التنموية الأخرى ويسعى إلى خلق مجموعة اقتصادية كبرى في غرب افريقيا ما بين كل الدول المتواجدة في المنطقة، مجموعة اقتصادية تذكرنا بدول جنوب شرق آسيا.

إنسان قبل كل شيء، رأيت نور الحياة لأول مرة فوق رمال السعودية الحارقة ثم حططت الرحال بالمغرب، طالب طب في صباحي، باحث عن أدب وسياسة وتاريخ في مسائي، عجمي اللسان، عربي الريشة، قلمي من إنسان لإنسان من أجل حياة كريمة لكل إنسان.

مقالات لكل زمان

10 مرات أعطتنا فيها الأميرة لالة سلمى دروسا في الأناقة والأزياء

الأشياء التي تواجهها أثناء زيارتك للعائلة والأقارب

وجهة نظر : المواطن يقول 'الطبيب ولد الحرام'

8 وظائف يومية لن تتوقع الأجور التي توفرها لأصحابها

5 فوارق ما بين 'الصطاج' والعمل في المغرب

ستارتر باك: سيرة حياة المعلم المغربي

لهذه الأسباب تبقى مرحلة ”الليسي” هي الأفضل

فنانون مغاربة أوقعتهم ”زلة اللسان” في ورطات كبرى كادت تنهي مسارهم الفني

10 أشياء تحصل عندما تسافر في القطارات المغربية وقت الذروة

سئمت من حرارة فصل الصيف المفرطة، إليك 7 تقنيات لتبريد بيتك دون الحاجة لمكيف هواء