مع إعلان يوم الثلاثاء كفاتح لشهر محرم والسنة الهجرية 1440، حتى بدأنا نسمع أصوات الإنفجارات هنا وهناك بسبب المفرقعات التي ستستمر إلى غاية يوم عاشوراء. وأحياناً تستمر هذه الأشياء بعد هذا اليوم، أي حتى يمل هؤلاء الأشخاص من تفجيرها.
ألفنا أن يكون دخول هذا الشهر مناسبة إسلامية محضة تحث على العديد من القيم الإنسانية. كما أنها أيام عيد بالنسبة للأطفال الذين ينتظرونها بشدة لكونها « الهالويين المغربي« ، ومرادفاً للفرح وشراء للحلويات والألعاب والرقص والتطبيل. لكن في الواقع يتحول هذا الفرح والسرور إلى طقوس غريبة وأحياناً خطرة نذكر منها ..
المفرقعات والصواريخ « القنبول«
على الرغم من أن الدولة منعتها منذ سنتين، إلاّ أنها تكتسح الأسواق. ولكم في « درب عمر » أكبر دليل، هذا السوق الضخم الذي يعج بكل أنواع المنتوجات الصينية وغير الصينية، فإن الباعة يعرضون هذه السلع الخطيرة والتي يصاب بها الأطفال أكثر من الكبار في كل سنة بإصابات بليغة.
في ظل غياب تام للوعي لدى الآباء والأمهات الذين لا يعيرون انتباهاً لأطفالهم الصغار الذين يلعبون بالمتفجرات، وإن كانت صغيرة ولا تشكل أية خطورة فإنها تغرس فيهم ذلك العنف الذي يتحول فيما بعد إلى إجرام، بحيث أنه يؤثر سلباً على السلوك. ورغم كل هذا، فإن الوالدين والمجتمع يطرحون السؤال الشهير « مانعرف لمن خرج هادا؟« .
السحر والشعوذة
أو « إقاد المجامر » .. تعتبر من أشكال الشعوذة القوية في هذه الفترة وترتبط بالنساء عموماً، رغم اتجاه عدد لا بأس به من الرجال إلى هذه الأفعال والسبب هو جذب الحبيب أو الاقتراب منه، أو لأعراض أخرى.
لا تتجه الأميات فقط أو البدويات إلى السحر والشعوذة كما هو متداول، لأن هناك نساء عصريات وعلى مستوى كبير من التعليم يتجهون إلى نفس الطريق والأمثلة كثيرة، الشيء الذي يؤكد لنا أن الوعي هو المسؤول عن الأمر وليس المستوى التعليمي.
إضرام النار أو « شعّالة«
يتجمع الأشخاص في مكان من أجل إيقاد نار ذات ألهبة تلسع كل المقتربين منها، والقفز فوقها مع تطبيل من النساء اللواتي تشجعن هؤلاء الرجال دون الخوف من الإصابة بحروق. ولا تتدخل الدولة لمنع إضرام النار إعتباراً أنها مجرد عادات متجذرة في الثقافة المغربية لا غير. لكن الحقيقة مختلفة تماماً، بحيث أنه يتعرض عدد كبير من الأطفال والشباب إلى حروق جراء هذه الأفعال.

Alyaoum24 – تصوير عبد المجيد رزقو