-هذا المقال هو مقال رأي، وكل ما سيكتب فيه هو تعبير عن الرأي الشخصي لكاتبه ولا صلة له بتوجه الموقع وهو ما يفسر استخدام ضمير المتكلم به–
لا، العنوان ليس خاطئا، لم يكن ذلك الرقم زلة كتابية، لأنني أردت أن أسقط ما نحن عليه الآن، لنرى كيف سنكون بعد مائة سنة.. لا أقول أنني سأنجم وسأعطي توقعات كما يفعل هؤلاء الذين تستضيفهم قنوات عديدة كل نهاية سنة لإعطائنا ما يتوقعونه للسنة الجديدة، لكن فقط سأجلس، سأنظر لحالنا في هذا الزمان، وأحاول أن أرى هل سيحق للأجيال القادمة قول أن تلك السنة ستكون حقا سعيدة.
للأسف، نرى كل يوم أشياء عديدة تجعلنا نكاد نؤمن أن مجتمعاتنا لن تستقيم أبدا، لم أعد أستطيع الحلم ذات يوم بأننا سنصبح مجتمعا مسالما، جميلا ومليئا بالمحبة.. أكاد أؤمن أنه مع بداية سنة 2117 سنجد نفس الجدل الذي نراه كل عام حول جواز الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، رغم أننا غارقون وسط مشاكل أعظم من جدالات تافهة مثل هذه! إن هذا القيل والقال الذي يتكرر مع كل نهاية سنة أكبر دليل على مدى تفاهتنا، نعم تفاهتنا! كيف نجعل من موضوع كهذا مسألة قومية في مواقع التواصل الاجتماعي والمقاهي والجلسات؟ ونحن نعاني من آلاف العاهات التي تكاد تكون مستدامة! نتجاهل الأساسيات التي تنهض بالمجتمعات ونركز حول المواضيع الأكثر هامشية..
أكاد أؤمن أيضا أننا سنشاهد أحكاما مسبقة على العديد من الناس في تلك الليلة وفي كل الأيام، وبأننا سنرى من يتدخل في حياة الغير بشكل أقل ما يقال عنه أنه وقح! سنجد نفس العقلية المريضة لأناس يظنون أن لهم الحق في تقييم الناس على هواهم، سنجد الجهل لازال متفشيا، سنجد أناسا يتعرضون لأبشع العبارات بل وتهديدات القتل التي قد تطبق فقط كونهم يعبرون عن رأيهم بحرية، يتصرفون بالحرية التي لا تعني شخصا سواهم.
كل ما نراه اليوم من خلل عميق في مجتمعاتنا يجعل لنا حق السؤال، بل والإيمان بأن مائة سنة وأكثر لن تكفينا للنهوض من غيبوبتنا التي طالت أكثر من المعقول وسط عالم لا يتوقف عن التقدم، بينما نحن، فكريا قبل كل شيء لا نتوقف عن التأخر! في الغالب نحن لن نعايش تلك الفترة، وفي نفس الوقت للأسف ربما لن نعايش أبدا – جيلنا على الأقل – عصرا نرى فيه مجتمعنا في أفضل الأحوال.. فسنة سعيدة، نتمنى فقط أن تكون أفضل من سابقاتها، وأن يتوقف تدهور حالنا ولو قليلا، أن تنقص أخبار التفجيرات والحروب شيئا ما.. وأن نكتسب أملا في مستقبل أفضل ولو قليلا..