إذا تعرت المرأة .. نلوك الجمال ونشرع في سرد الحرام والحلال

من طرف يوم 15 janvier 2019 على الساعة 13:49

هذا المقال هو مقال رأي، يُعبر عن رأي كاتبه وليس عن توجه المنبر، ويتحمل صاحبه كامل المسؤولية على ما جاء فيه، ونُذكر بأن المنبر يضمن حق التعبير عن الرأي والرد لكل الأشخاص دون تمييز

شارع مزدحم بالركب، أضواء تنيره ساطعة في كل أركانه القصية والدنية، لازالت الأرجل تدب فوقه ولم تنقطع الحركة بعد، وسط هذا الاكتظاظ كانت تلك السيدة التي ثَبَّت جمالها أحداق الناس عليه، يُدققون في تضاريس جسدها ثم تتباين أقوالهم، فمنهم من أدنى شأنها متذرعا بسوء ملبسها، ومنهم من تمنى المنية ثمنا لليلة حمراء وهي بين أحضانه، لكن لم يستطع لها سبيلا، وكنت أنا وسط هذا المشهد اللافت لا أحسن أن أدفع عنها أعين الناس ولوك ألسنتهم، إلا أن أحوقل وأرقب صامتا.

قد أقبلت …

بهو مقهى على ناصية الشارع، ارتكنت في ركن قصي منه وأنا أتصفح بعض ماجاء في أخبار اليوم، وكان بجواري جماعة يتبادلون أطراف الحديث عن أمور عديدة، وأنا مازلت أسمع قولهم وأجدهم يصيبون مرة ويخيبون مرات، وألجم نفسي كي لا أناظرهم بما لم يصيبوا فيه، فيظنون بي ظن من يمارس الوصاية عليهم، ويُفاخر بما يعلمه ويجهلونه، المهم أنني اعتزلت حديثهم إلا أنهم أبوا علي اعتزالي بعد أن أَقْبَلَتْ تلك الحسناء.

صمتوا ولمعت أحداقهم وهي ترقب تمايلها وهي تمشي مشي القطاط إلى الغدير، ولم ترمش أعينهم حتى تفحصت كل جزء من جسدها، ثم صاروا يتغامزون ويتهامزون، ولم يصبر أحدهم حتى عض على شفته وتأوه، وقال فيها ما قال من تعابير التمني والرغبة فيها، ولما كان منها التجاهل والصد عنهم، صاروا يعييرونها بما لبست، وقال قائلهم « كترو « الهاربات » فهاد لبلاد عليها الشتا ما صباتش »، ثم وافقه من معه رأيه وباشروا بلوكها والطعن في عرضها.

استطيبت أن أسأل بعضهم فقلت. « ولكن واش ماشي زوينة؟ » فرد: « لا هي مليحة فالصراحة »، فقلت: « والزين كيتعاير ولا كيتشكر أ صاحبي؟ » فقال: « راه كيستفزونا وكيبينوا لينا المفاتن ديالهم » زدت غلظة في نبرتي وقلت: « تا مالها صوبات راسها فالدار؟ راه ربي اللي عطاها داك الزين أش غادي دير هي باش ما تفتنش؟ » فرد ويا ليثه ما رد « وراه غير الماكياج أ عشيري أ شمن زين عندها ».

استخسرت أن أتم الحوار معه بعد هذا التناقض، لكنني لم أجد لنفسي ما يشفيها من حيرة أصابتها، وعجزت عن فهم سيكولوجية هؤلاء، كيف نسي أنه قال بلسانه « لا هي مليحة فالصراحة » قبل قوله « وراه غير الماكياج أ عشيري أ شمن زين عندها ».

المسؤول …

يا أمة ساقها رأيها صوب الغباء، ويكاد يسوقها جهلها صوب الفناء، أما في هذا الكون سوءة إلا وأتمتم بها المرأة؟ في زمن غير بعيد كنتم إذا سُلَّت سيوفكم على بعضكم، وصارت دماؤكم تترقرق بين العمائم واللحى، وطُرح منكم رجال طلبوا المنية، يكون السبب دفاعا عن أعراضكم؟ وتقولون بالجهر « الواحد يموت على شرفو »؟ فكيف بكم إذا تصبحون على دفاعكم عن شرفكم وتُمْسون طاعنين في شرف غيركم؟ أليس لتلك التي لُكتم عرضها أهل يسوؤهم ما تفعلون؟ متى ارتبطت المظاهر بالشرف إلا في أذهان المكبوتين.

ثم إذا كان يسوؤكم أن تتعرى المرأة إذا خرجت، ألا يسوؤكم أن امرأة أخرى تمشي عارية في الشارع مكرهة لا تجد ثوبا ترتديه من هول فاقتها وعوزها؟ إذا كان العيب في العري فكلتاهما عاريتين، وإذا كان العيب في كونك رجل تثار شهوته إذ لمح لحوم النساء، فكلتاهما أنثى برزت أجزاء من جسدها للعيان، فما الذي يحملك على لوك هذه وترك تلك؟ أم أنك تختار من تجملت لتعيب جمالها وتترك من رأيتها أنت قليلة شأن؟ أليس حري بك أن ترأف بالقوارير؟ أما ترى أن شؤوسة الرجل تبدأ من دفعه السوء عن المرأة، لا أن يكون مصدر سوءها؟

لكن لا غرابة في نشأتنا هذه، وقد ورثنا منها الحكم على الناس بناء على مظاهرهم، فجُلُّنا مُنِعنا من دخول قاعة الدرس بسبب تسريحة شعر لم تعجب مدير مؤسستنا أو سروال صُمم بطريقة تناسب هندام جيلنا، ذاك المدير هو المسؤول، هو الذي جعلنا نؤمن بأن المظاهر أهم بكثير من التحصيل الدراسي واكتساب المعارف وطلب العلم.

مقالات لكل زمان

10 أشياء من الضروري معرفتها بالنسبة للطلبة المقبلين على دراسة الاقتصاد في المغرب

لا تسمح لـ ”الكراش” بأن يصنفك في خانة ”الفراندزون” بعد اليوم، إليك خططنا الجهنمية

10 جمعيات خيرية دخلت مجال التكافل والتضامن وقامت بعمل الدولة

23 نجما يجب أن يقولوا 'شكرا' لطبيب أسنانهم

هذه هي النتيجة عندما يلعب المغربي لعبة GTA

نجوم How I Met Your Mother قبل وبعد نهاية السلسة

8 أسئلة تتمنى النساء سماعها في أول موعد

رمضان 2018: 12 مكاناً للإفطار بأقل من 100 درهم في الدار البيضاء

10 أنواع من المسافرين تقابلهم أثناء رحلتك بالطائرة

10 أشياء تجعل أيام عاشوراء بالمغرب أسعد أيام السنة