هنا البيت المغربي، معقل أشهر نزاع نشب في التاريخ واستمر نشوبه إلى الآن وسيستمر إلى الأبد. إنه صراع الزوجة المغربية مع حماتها. فلا يمكن أن يكون البيت المغربي طبيعياً إن لم يشهد هذا الصراع، وغالبًا ما يكون الصراع حول طريقة التسيير أو من يتخذ القرارات الحاسمة، ومن يحكم البيت بالطريقة المثلى.
وتفاقم هذا الصراع أحياناً يؤدي إلى نهايتين كلتيهما لا تحمدان، فإما أن ينفصل الزوج عن الزوجة، أو ينفصل الإبن عن أمه، وهذه الظاهرة تعتبر من أخطر البدع المجتمعية السائدة إلى اليوم، فلنتعرف مسبباتها.
1. الأكل
هل تظن أن الحماة قد تتقبل فكرة تناول البيتزا على الغذاء؟ أو أخذ وجبة خفيفة كعشاء واتباع حمية غذائية؟ قطعاً لا، فالحماة غالباً تفضل الأكل التقليدي كالكسكس والطاجين وما إلى ذلك من أكلات دسمة، بشكل روتيني، غير أن الزوجة قد تعكس علامات التقدم، وهذا قد يجعل الصراع كذلك ينشب ويتأجج بينهما.
2. السفينة الأقرب للغرق هي التي يقودها ربانان
زوجة كانت تنتظر أن يكون لها بيت تسيره على طريقتها وها قد آن لها ذلك، والحماة كذلك ستقف رافضة أمام من ستحاول نزع مهمة التسيير منها، وهنا سيصبح تسيير البيت منقسماً بين قائدتين، والصراع قد ينشب إن لم يتفقا على قرار واحد.
3. غياب الحوار
قد يكون من أهم الأسباب التي تؤجج الصراع هي غياب التحاور بين الطرفين، فكل منهما متعصب لرأيه ويرفض الحوار مع الآخر. الحماة تؤمن بأنها أكثر تجربة وأجدر بتسيير البيت، والزوجة تؤمن بأن أفكار الحماة لا تتناسب مع نمط الحياة في هذا العصر، والحقيقة أن كلتيهما على حق، والحل في أن تجدا معاً صيغة للتحاور والاتفاق والتنازل كل من جهته.
4. الطرف الثالث يخرج نفسه من الحسابات
غالباً ما يقوم الزوج بالتنحي جانباً في حالة نشوب نزاع، فحيرته بين من من الطرفين عليه أن ينصف ولمن ينحاز تجعله يفر بجلده باستعمال عبارة « بيناتكم ما سوقيش »، وهذا الأمر خطأ وقد يؤجج الصراع أكثر، والصواب هو أن يجمع الزوج زوجته بأمه وأن يشرف على الحوار وحد النزاع وعقد الهدنة.
5. صراع الأجيال
الكل يعلم أن لكل جيل خصوصياته وأفكاره. فجيل الحماة الذي كان أكثر تحفظاً لن يتفق مطلقاً مع أفكار الزوجة القادمة من جيل أكثر عولمة وانفتاحاً، وهذا ما قد يسبب صراعات بين السلف والخلف ويؤجج النزاع.