هنا إميلشيل. بلدة الوديان الخضراء وأشجار الحور العامرة في قلب الأطلس. هنا يتم الإحتفال سنويا بمهرجان الزواج الجماعي، حيث تنصب باحة يلتقي فيها الشباب والشابات ويتبادلان أطراف الحديث ليقررا الارتباط ببعضهما، تكريماً لأعظم قصة حب شهدها المغرب، قصة العشيقين تيسليت وإيسلي التي انطوت عليها صفحات كتب التاريخ. تعرفوا معنا على هذا المهرجان.
هناك، في أعلى سهول جبال أطلس في قلب المغرب، يقام في كل عام مهرجان إملشيل للزواج.
1. « غادي للسوق باش نتزوج »
المهرجان، الذي يقام على مدى ثلاثة أيام، يقام في سوق ويحضر إليه الآلاف من جميع أنحاء المنطقة للتزود بالماشية، والبطانيات، والأثاث، والأواني، وكافة المستلزمات التي تخفف حدة العيش في فصل الشتاء القاسي، الذي تُغمر القرى خلاله بتساقط الثلوج لأيام أو حتى لأسابيع في كل مرة. وأصبح السوق معروفًا اليوم بشكل أكبر باعتباره مهرجانًا للزواج، خاصة منذ أن بدأت السلطات المغربية بالترويج للمهرجان باعتباره أحد الوجهات السياحية.
2. أعظم قصة حب عرفها المغرب .. بحيرة من الدموع
تقول الأسطورة أن شاباً وشابة يدعيان « تيسليت » و »إيسلي » من قبيلتين مختلفتين، قبيلة أيت حديدو وأيت لازا، تقابلا في الجبال، ووقعا في حب بعضهما، ولكنهما مُنعا من الزواج لأسباب قبلية. وتقول الأسطورة بأن دموع العاشقين شكلت بحيرتين منفصلتين، بعد تحسرهما على ضياع حبهما، وأطلق عليهما « بحيرة تيسليت » و »بحيرة إيسلي »، وهما بحيرتان مالحتان في الواقع. ويُروى بأن شيوخ القبائل بعد هذه المأساة قرروا أن يقيموا مهرجانًا مرة واحدة كل سنة، يسمح للشباب والشابات من القبائل المختلفة بأن يجتمعوا ليعثروا على شريك حياتهم، حتى لو خرق ذلك الحدود والتقاليد القبلية.
3. تيندر على أرض الواقع .. ممنوع على القاصرات
يشرح حدو معاضيد، وهو فاعل جمعوي بإيملشيل، « إذا أُعجب الفتى والفتاة ببعضها البعض ووافقت أسرتهما، فإنهما يستطيعان الزواج« ، ويتابع، « ولكن هذا لا يحدث على الفور، فالبعض يجتمع هنا ويتزوج في وقت لاحق من ذات العام، وآخرون يحضرون إلى المهرجان في العام المقبل ليبرموا عقد الزواج رسميًا خلال حفل. »
يحضر هذه المناسبة قاضٍ رسمي يأتي إلى أيت عمار لتوثيق عقود الزواج قانونيًا، وللتأكد من أن الفتيات لسن قاصرات، حيث يجب أن يكن في الـ18 من عمرهن، رغم وجود استثناءات لتزويج الفتيات اللواتي يبلغن الـ16 أو الـ17 من عمرهن. ويقول حدو: « القاضي الذي يحضر إلى أيت عمار يوفر على الأزواج رحلة طويلة إلى الرشيدية أو إرّيش أو تنغير، وهي المناطق التي تبعد 120 كيلومترًا على الأقل، ولهذا السبب بعض الأشخاص الذين يخططون للزواج ينتظرون المهرجان لعقد قرانهم. »