هل سمعت فيما قبل بما يسمى بعالم البرزخ، أو البعد الآخر؟ نعم! إنها تلك المرحلة الانتقالية الفاصلة بين الحياة الأولى المنتهية، والحياة الخالدة. مرحلة تبتدأ مباشرة بعد الموت. لا أحد يعرف ما يدور فيها ولا دراية لأحد بمعالم العيش فيها. غير أن هناك أشخاص قالوا أنهم عاشوا هذه المرحلة فعلاً، وعاينوا بأم أعينهم ماذا يدور فيها، ويتذكرون كل تفاصيلها.
بحثنا عن شهادات حقيقية معاشة لأشخاص عادوا إلى الحياة مرة أخرى بعد موتهم، ليسردوا لكم حقائق تتحدى المنطق، رأوها وعاشوها في عالم البرزخ، على حد قولهم.
أولى القصص هي لشابة مغربية تدعى أسية العرفاوي، تبلغ من العمر 21 ربيعاً، وهي طالبة في التعليم العالي. حتم عليها سلفاً إجراء عملية دقيقة بسبب مرض السل العقدي، وأثناء إجرائها لهذه العملية انتقلت إلى البعد الآخر، وماتت بشكل مؤقت ثم عادت للحياة وهي تحمل قصة تقشعر لها الأبدان، وتجزم أنها لم تكن حلماً أو أوهاماً أبداً.
1. شهادات حقيقية .. رأينا أرواحاً في بعد آخر حيث لا زمان ولا مكان
تقول أسية، أتذكر أنني استعدت وعي أثناء العملية مرتين، رغم تأثير المخدر، ومباشرة بعد أن استسلمت لمفعوله في المرة الثانية أحسست بانتقال غريب من البعد الذي نعيش فيه جميعنا، إلى بعد آخر، حيث لا زمان ولا مكان. لم تكن هناك لا أرض ولا سماء. أحسست أنني أقف على الفراغ في عالم آخر غير الذي ألفته، ولم يكن لي جسد، كل شيء كان أبيضاً، وكان حقيقياً فعلاً وليس أوهاماً .. وقفت بمفردي أمام العديد من المخلوقات التي كانت تشبهني، رغم أنها لم تكن تملك أجساداً بشرية لكنني أدركت أنهم أشخاص مثلي. فجأة رأيت نوراً شديد البياض ينزل من الأعلى بسرعة فائقة ووقف أمامي. إتضح لي أن هذا النور هو شخص لا يشبهنا مطلقاً، كانت لديه قدرات فائقة وأحسست حين رأيته بالحب والسلام والحرية المطلقة وأحاسيس أخرى أعجز عن وصفها، لكنها كانت رائعة جداً. أذكر أن هذا الشخص قد حدثني وسألني مجموعة من الأسئلة لكنني لم أعد أذكرها، وفجأة طرح أمامي كتاباً بدأت صفحاته تُقلب أمامي، ثم بدأت الصورة تتلاشى تدريجياً حتى أحسست بأن جسدي استعاد قدرته وأحسست بألم الندبة التي خلفتها الجراحة، وأدركت أنني عدت للحياة مجدداً بعدما زرت عالم الموتى.
تقول أسيا أن هناك العديد من الناس لن يصدقوا ما رويته، ولا أعلم كيف أقنعهم بأنه حقيقة فعلية وليس حلماً أو وهماً، ولكن أوقن أن ما رأيته يفوق قدرات خيالي ولا أملك أن أتصوره حتى إذا أردت ذلك، فما رأيته كان حقيقياً.
من أسية ننتقل إلى السيدة ماريا بيشرا، وهي مغربية تبلغ من العمر 54 عاماً، اضطرت إلى القيام بعملية قيصرية لولادة ابنها البكر، وأثناء العملية أحست أن جسدها الأثيري ينفصل عن جسدها العضوي، وسارت تشاهد كل ما يدور في هذا العالم من الأعلى.
تقول السيدة ماريا، « أثناء قيامي بالعملية انفصلت تماماً عن جسدي، وانعدم إحساسي بالزمن تماماً، وأصبحت أحس بأنني روح أكثر من جسد، وأرى العالم الواقعي من الأعلى، حتى أنني كنت أرى ارتباك الطاقم الطبي الذي كان يجري لي العملية وصراخ الطبيب المشرف قائلاً: « نحن نفقدها .. نحن نفقدها »، وكنت أحاول أن أخبرهم بأنني معهم في نفس المكان وأراهم وأنني بخير، لكن لا أحد كان يسمعني. كنت أحس بسلام داخلي وتوازن نفسي وإحساس لن أستطيع وصفه بالكلمات مهما حاولت، ولا أدري متى وكيف عدت للحياة الواقعية واستعدت جسدي، لكنني أدرك أن ما عشته حقيقة وليس وهماً، وأن ما رأيته كان واقعاً لا خيالاً. »
2. ماذا يقول الدين؟ الأمر ليس معجزة
رجال الدين من جهتهم، لا يعتبرون ما حدث مع هؤلاء الأشخاص معجزة أو أمراً لا يقبل التصديق، بل جزم أغلبهم أنه ممكن جداً. للتدقيق في الأمر بشكل أوضح، قمنا بمراسلة الداعية الإسلامي الأردني الإماراتي، الشيخ وسيم يوسف، عبر البريد الإلكتروني، وفصل في ما نزل قائلاً: « يمكن للأحياء رؤية عالم البرزخ، وما قد يروى عن بعض الناس قد يكون حقيقة فعلاً. فأرواحنا تنتقل لعالم البرزخ في حالتين إذا نمنا أو إذا متنا، ويأذن الله تعالى بتلاقي أرواح الناس الميتة والنائمة في ملكوته، وهذا ما يفسر أحياناً رؤيتنا لأناس ميتين في المنام. كما أنه من رحمة الله بعباده وعفوه الذي يشملنا، يرينا أحياناً مآلنا بعد الموت ونحن أحياء، وذلك لتصحيح قراراتنا أو العدول عن بعض السلوكات التي وجد فيها عصيان لما أمر به الله عز وجل، فإذا أراد الله بعبده توفيقاً في الدنيا أراه البرزخ. »
3. ماذا يقول علم النفس والاجتماع؟ هذه خرافة
ولنكمل لكم الصورة من جل الزوايا، إرتأينا أن نسلك درب العلوم الإنسانية لنرى ما جاء فيها من تفسير هذه النازلة، فربطنا الاتصال بالدكتور عبد القادر مانا، المتخصص في علم الاجتماع، وقدم لنا نظرته لهذا الأمر حيث قال: « منطقياً لا يمكن أن يعبر شخص لبعد آخر، أو يعيش في عالم مغاير عن العالم الواقعي، ثم يعود إليه مجدداً. وما رواه هؤلاء الأشخاص عن تجاربهم، لا يتعدى فعل التخيل أو التصور الموجه باللاوعي. السيناريوهات التي يراها هؤلاء الأشخاص تتشكل انطلاقاً من المعتقدات والخلفيات الثقافية التي غذت اللاوعي الخاص بهؤلاء الأشخاص، فمثلاً إذا استمعت لتجارب شخص آسيوي له معتقدات مغايرة، فالأكيد أنه لن يروي مشهداً مشابهاً لما رآه شخص مغربي مثلاً، فالأمر كله له علاقة باللاوعي فقط. »
وأنتم، هل لكم قصص مع عالم البرزخ؟