دخل ياسين وإيمان وشيماء من مدينة القنيطرة عالم ريادة الأعمال من أوسع الأبواب عن طريق ابتكار طريقة تسهل المشوار أمام الطالب المغربي لكي يفهم الدروس من خلال تمكينه من فهم الدروس المستعصية عبر قصص مصورة مبسطة.
تقول إيمان ستيتو، مسؤولة التواصل، أنه بمناسبة النسخة الرابعة من « مبادرة تمكين » المنظمة من طرف جمعية أنوال بشراكة Moroccan Cise وهو المركز المغربي للإبداع والمقاربة الإجتماعية، شاركوا في الدورة واستفادوا من دورات تكوينية وورشات بهدف غرس روح المقاولة لبعض التلاميذ، حيث كان المطلوب هو أن يجد فريق « فانتاون » حالياً معضلة تعليمية اجتماعية وأن يحاول إيجاد حل لها عن طريق المقاولة الإجتماعية.
بعد بحث معمق وجس نبض التلاميذ عن طريق طرح أسئلة عليهم، وجد ياسين وشيماء وإيمان البالغون من العمر بين 16 و17 سنة، أن المشكل يكمن في الفهم السريع والحفظ والتذكر لدى التلاميذ وأن الحل الأمثل هو إيجاد طريقة تجمع بين الفهم والمتعة في آن واحد. فكان الحل هو « فانتاون – Funtawn » وهو إسم مركب بين الأمازيغية Tawsna أي المعرفة وFun أي مسلي بالإنجليزية، بمعنى المعرفة بطريقة مسلية.
ابتكار قصص مصورة تحمل عنوان « عمي رحال« ، هي فكرة مستوحاة من القصص التي كنّا نلتم حول جداتنا لكي نسمعها قديماً. هي الحل وهي المستقبل، لأن حكي القصص باستخدام التعبير المجازي سيكون له وقع إيجابي وتأثير كبير لتسهيل الفهم على التلاميذ.
تضيف إيمان أنه بعدما تعرف فريق « فانتاون » على « تحرير » بهدف تطوير التصميم بمشاركة 13 فناناً عملوا معاً في إنجاز محتوى يهم كلاً من اللغة العربية والتاريخ والإجتماعيات والفيزياء والكيمياء ثم الفلسفة، هذا الأمر يوضح لنا أن النسخة الأولى من فانتاون تهم السلك الثانوي التأهيلي قبل أن يتم إصدار طبعة أخرى لفائدة الإعدادي ثم نسخة خاصة بالتعليم الإبتدائي لكي تعم الفائدة عن الجميع.
تحتوي النسخة الأولى من « فانتاون » على 36 صفحة، أطلقت حملة بيعها القبلي على منصة ولوج وكان الهدف هو جمع 24 ألف درهم للشروع في إنجاز المشروع ولكي يصبح من الممكن طباعة النسخ على أن يتم إرسالها في ما بعد إلى أصحابها. يبلغ ثمن النسخة الواحدة 40 درهماً.
حسب ما ذكرته لنا المسؤولة عن التواصل، فإن الأهداف المستقبلية لفريق العمل بعد تمكين التلاميذ من الفهم دون ملل هو الإشتغال على المستويات الثلاثة، بالإضافة إلى التوزيع في كل المدن المغربية وكذلك إنشاء فيديوهات تعليمية مبسطة وألعاب فيديو على موقعهم الرسمي.
رغم الصعوبات التي واجهها فريق فانتاون، فإن مجال ريادة الأعمال يمنحهم إحساساً إيجابياً لأنهم يحسون بالبصمة الإيجابية التي يضيفونها إلى المجتمع وربط علاقات جديدة مع أشخاص جدد لكي يتسنى لهم الإستفادة من الأخطاء وتطوير الذات. كما أنهم لا ينكرون أن للوالدين دور كبير في مساعدتهم بمنحهم حرية التنقل بين الرباط والدار البيضاء بهدف تطوير المشروع.