« سير تكلس ولا غنجيب ليك بوعو »، جملة لطالما سمعناها تتردد على مسامعنا أيام الطفولة، فكنا نتسمر في أماكننا ولا نبرحها بعد سماعها وكأن على رؤوسنا الطير. كانت الأسطورة تقول أن « بوعو » هو غول متوحش سيلتهمنا دون رحمة إذا ما عصينا الأوامر ولم نلتزم بالقواعد، ولبرائتنا لم نكن نبحث ولا نسأل خلف هذه الخرافة، ولم يراودنا أي فضول لمعرفة ماهية هذا الكائن الذي يفترض أنه مرعب.
1. علامة مغربي كبير خلف اللقب
الأساطير تقول أن « بوعو » هو لقب العلامة والشيخ المغربي « سيدي بوعثمان ». هذا الشيخ اشتهر بحرصه على تلقين الأداب والسلوك الجيد للأطفال ولو بالقوة. صرامته وطريقته الصلبة في تلقين الضوابط الفقهية وتحفيظ القرآن الكريم، ووعض الناس وخاصة الأطفال، كانت تجعل منه شخصاً مهاباً، تقام له الدنيا وتقعد. يروى أنه كان زاهداً غير مبال بمظهره، حتى أصبح ذا مظهر مرعب مما زاد من خوف الناس منه، وانتقل تأثيره عبر الأجيال ليصل إلى هذا اليوم، ف »بوعو » لا يزال يرعب الأطفال الصغار إلى اليوم.
2. « أبو الوحوش » الذي يتغذى على الأطفال الصغار
أقاويل أخرى وتأويلات رجحت أن شخصية « بوعو » لا تتجاوز كونها خرافة اخترعت لترهيب الأطفال لا غير، على أنها شخصية ليست من بني البشر، إسمها مركب من كلمتي « أبو » و »العو » ومعناها « أبو الوحوش »، يخرج ليلاً للبحث عن طعامه المفضل، وهو الأطفال الصغار. لذا كان الآباء يوهمون أبناءهم أن هذه الشخصية المرعبة ستلتهمهم إن لم يناموا باكراً قبل حلول الظلام.
3. غول مشهور في العالم بأسره وليس فقط المغرب
كتب السحر والشعوذة كان لها كلام أيضاً في الموضوع، فقد نص بعضها على أن هذه الشخصية متداولة في العالم بأسره وليس في المغرب فقط. إذ أن الأساطير السومارية والأكادية عرفت شخصية مماثلة تدعى « غالا » ومنها اشتق مصطلح « الغول »، وهو عبارة عن مسخ افتراضي خيالي يأكل لحم البشر، ونوعه المفضل من اللحوم هو رحم الأطفال الصغار.
4. القصة الأقرب للتصديق
العلم وجد أن الأقرب للصواب والتصديق هي قصة « سيدي بوعثمان ». أولاً لأن التاريخ يعزز الطرح ويؤكد أن الرجل فعلاً كان يخشاه الجميع لحرصه على الحفاظ على الضوابط والأداب، إضافة إلى اشتقاق مصطلح « بوعو » من الأحرف الأولى من إسمه.
