هكذا منعني الملك الراحل الحسن الثاني من مشاهدة الحلقة الأخيرة من ”داي الشجاع”

من طرف - 393 مشاركة

كان يوماً حزيناً في المغرب، وحسب فتات الأحداث في ذاكرتي، كان يوم اجمعة من أواخر شهر يوليوز. كان والدي يستعد لأخذ أجازته لنسافر صوب مدينة طنجة لقضاء العطلة الصيفية، وكان لهذا الأمر وقع خاص على كل من في البيت. الكل متحمس وفرح ويتنظر لحظة خروجنا، وحماسي لم يكن أقل إشعاعاً في ذلك اليوم من حماسهم، لكني لم أكن متحمساً لنفس السبب، فأنا على كل حال لا أهتم لأمر العطلة الصيفية، أنا كنت أنتظر وعلى أحر من الجمر حلول الساعة السادسة لأشاهد الحلقة الأخيرة من مسلسلي الكرتوني المفضل « داي الشجاع » الذي سيبث على القناة الأولى.

1. حماس لداي الشجاع أكثر من الحماس للسفر

في مستهل يومي، كنت أسبح في بحر أفكاري وأتوقع الأحداث وأتساءل في قريحة نفسي، هل ستظهر العلامة على جبين داي ويستخرج قواه الدفينة؟ هل سيتمكن من قتل الشريرين فاران وهيدلر؟ هل سيتزوج داي من الأميرة الصغيرة ليونا إبنة معلمه أفان؟ وهكذا توالت الأسئلة في ذهني منذ استيقاظي، وأنا أقوم باللهو واللعب في محاولة مني لتسريع الوقت الذي أحسست أنه يمر ببطئ شديد، والساعات تمر وصبري يقل، فأحمل عصا المكنسة وأربط جبيني بوشاح والدتي وأقفز من على الأريكة إلى الطاولة ثم إلى الأرض صائحاً « ضربة فان داي القاضية ». كان شغفاً افتقدته في أيامي هذه.

2. فلم هندي لعين

تمام الساعة الرابعة بالضبط، بثت القناة الأولى فلماً هندياً مطولاً، وكانت الأفلام الهندية شغف كل العائلة، وكان الجميع يتسمر لمشاهدتها ويتم إلزامي بالجلوس بجانبهم جميعاً لمشاهدتها معهم. وأنا في قمة الضجر من شيء لا فكرة لدي عن سبب حبهم له، مدة الفلم التي تصل للساعتين كانت تمر ببطئ شديد وأنا أنتظر بداية الحلقة. وبينما غصت في خيالي محاولاً تسريع الزمن، فإذا بالفيلم ينقطع وتظهر سيدة ترتدي زياً تقليدياً وتغطي رأسها بوشاح أبيض على التلفاز، لتزف خبر إصابة الملك الحسن الثاني بوعكة صحية مفاجئة وتدعو المواطنين لحمل أكف الضراعة له. مباشرة، قامو ببث سور من القرآن الكريم، وزاد هذا من ارتباك كل من شاهد التلفاز حينها، فتفرق المجمع بعد ذاك وخرج أبي من البيت، وبقيت أنا في مكانة أنتظر انقضاء بث القرآن لبداية الحلقة، حتى تجاوزت الساعة السادسة بنصف ساعة، وبقيت متسمراً أمام التلفاز متشبثاً بأملي في رؤية داي يطيح بفاران.

3. مات الملك وضاعت الحلقة

ما هي إلا دقائق حتى أقبل أبي علينا مهرولاً، وقال جملة ارتكنت بوجداني إلى اليوم رغم أنني لم أفهم معناها، « الدنيا مقلوبة الملك مات ». صرخت أمي وأصاب الفزع الجميع، وأنا في حيرة من أمري، أستاء أحياناً لوفاة ملك البلاد لأن الجميع مستاء لذلك، وأراقب التفاز حيناً آخر عسى أن يبثوا حلقة داي الشجاع الأخيرة. لكن التلفزيون المحلي حينها لم يكن يبث سوى أخبار عن ضيوف المملكة من رؤساء الدول الذين أتوا لتشييع الجنازة، وأخبار مبايعة الملك محمد السادس، وصور أناس يصرخون في الشارع قائلين « الله معانا مات بانا »، ثم سور قرآنية .. لم نسافر ولم أشاهد حلقة داي الشجاع إلى اليوم حيث أبلغ من العمر 23 سنة.

مقالات لكل زمان

المخدر الأكثر استهلاكاً بالمغرب .. السلطات لا تعتقل تجاره والجميع يستهلكه دون أن يعلم

11 صورة للمصورة الإسبانية Quintina Valero لأوكرانيين اختاروا البقاء بمدينة الموت تشرنوبل

7 أماكن ننصحكم بزيارتها في مدينة طنجة

يوميات تلميذ باكالوريا مغربي : 14 صورة تلخص لحظات ما قبل الامتحان

سناء بلعربي تكشف لنا أصول بعض الكلمات في الدارجة المغربية في طابع كوميدي لا يخلوا من الإبداع

دليل فهاماطور لفهم أقوال الفتاتش

لكي يرقى المجتمع المغربي، يجب إزالة هؤلاء الأنواع من الأشخاص

5 نصائح ذهبية للحصول على عمل صيفي

وجهة نظر : المواطن يقول 'الطبيب ولد الحرام'

أنواع الركاب الذين يفضلهم كل سائق شريك لدى UBER