هذا المقال هو مقال رأي، وكل ما سيكتب فيه هو تعبير عن الرأي الشخصي لكاتبه ولا صلة له بتوجه الموقع وهو ما يفسر استخدام ضمير المتكلم به.
لم تأتي رياح سنة 2017 بما يشتهي عبد الإله بنكيران، فبعد أن كان ثاني شخصية ديبلوماسية في هرم الدولة المغربية بعد الملك، وقائداً لحزب العدالة والتنمية الأكثر شعبية في المغرب، والذي لا زال يترأس الحكومة في شخص سعد الدين العثماني، خسر بنكيران هذه السنة المنصبين معاً لصالح رفيقه.
فهل سيعرف المغرب تطوراً مع هذا التغيير؟ أم أن الأسماء ستتغير وسيظل الواقع كما هو عليه كالعادة؟ وهل نجح العثماني فعلاً في إقناع حزبه بقدرته على القيادة، أم أن الظرفية هي ما جعلته على رأس المصباح؟ المصباح الذي أنار وزراءه وبرلمانييه وباقي مناضليه دون باقي المغاربة، وهو الذي عولت عليه شريحة عريضة من الشعب المغربي الطامح إلى التغيير، ظناً منها أنه الحزب الذي سيخرج المغرب من ظلمات الفساد، إلى نور الحكامة الجيدة والعدالة بين العباد.
مما لا شك فيه، وبغض النظر عن سياسة الرجلين، أن شخصية بنكيران الذي لطالما عودنا على خرجاته الجريئة في كم من مناسبة، مغايرة تماماً لشخصية العثماني الذي أدهشنا بصمته في كم من مرة. كما أن طريقة الخطاب تختلف تماماً، بين لغة البساطة التي ميزت بنكيران وجعلته يحظى بشعبية لدى المغاربة بخلاف العثماني. ومن جهة أخرى، فمسيرة بنكيران السياسية تشهد له بالحنكة والقدرة على هزم الخصوم، ففي عهده أسقط المصباح حمامة مزوار وأزاح ميزان شباط، وأوقف عجلة « تراكتور » العماري.
ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف استطاع العثماني أن يسرق أضواء المصباح من زميله ورفيق دربه، والذي لم يعرف المغاربة حزب العدالة والتنمية إلا معه؟