وجهة نظر : عاود وانا نعاود، مشكل الأساتذة المتدربين بالمغرب

من طرف يوم 24 janvier 2016 على الساعة 21:16

5

لا أحد من جيل الثمانينات والتسعينات ممن درسوا في المدرسة العمومية يستطيع أن ينكر سماعه لعبارة « عاود وانا نعاود »، فكم من مرة نادى علينا المعلم لنحصل على حصتنا من الفلقة ونحن نصرخ (والله ما نعاود آ أستاذ والله ما نعاود) وهو يرد (عاود وانا نعاود).

لسخرية القدر نفس الظاهرة تتكرر اللحظة لكن بحجم أكبر، فالمعلم أصبح وزارة داخلية وتلميذ البارحة أصبح أستاذ الغد والمشهد يعاد صنعه بحذافيره. المواجهات مستمرة بين أساتذة الغد والحكومة الممثلة في وزارة داخليتها.

اقرأ أيضا : #لا_للمرسومين : كرونولوجيا لأهم الأحداث التي طبعت تحركات الأساتذة المتدربين

جماجم فتحت، ضلوع تكسرت، أساتذة أحيلوا على المستعجلات بدل الالتحاق بالأقسام. الكل يعلم بتفاصيل ما حدث، كل مواطن صغيرا كان أم كبيرا، من طنجة إلى الجويرة ومن بركان إلى الرباط، إلا 3 مواطنين بسطاء لم تصلهم صور وقصص ما حدث: رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الاتصال.

بنكيران يُقْسِمُ في البرلمان أن لا علم له بما حصل، وإن ثبت أنه المسؤول فهو مستعد ليقدم استقالته، ووزير داخليته يجيب سريعا « كل ما حصل كان بعلم رئيس الحكومة »، فمن نصدق هذا أو ذاك؟

من المسؤول؟؟
سؤال لا نريد الإجابة عنه، فلا يوجد هناك ربط بين المسؤولية والمحاسبة في بلدنا الحبيب، ولم نحتاج إلى نظام كهذا إن كنا نعمل بنظام عفا الله عما سلف؟ نريد فقط إجابة عن سؤال آخر: إلى متى ستسمر سياسة الإصلاح المفروض بالقوة من طرف الحكومة على الشعب؟ ولما إصلاح الحكومة تجند له كافة الوسائل لكي يحقق، وإصلاح الشعب الذي انتهى بعريضة أرسلت إلى أعلى سلطة في البلاد يقابل بالاستنكار؟ أليست الحكومة حكومة الشعب؟ من الشعب وإلى الشعب؟ لنعد إلى موضوع أساتذة الغد الذي يختصر في تفاصيله صورة عدة قطاعات أخرى سوف نعود إلى تفاصيلها في القادم من المقالات.

3

مظاهر الاحتجاج في تصعيد مستمر، فبعد الاعتصامات والاحتجاجات، أتى الدور على المبيت والإضراب عن الطعام والكل كان في انتظار مسيرة اليوم (24 يناير) والحكومة مازالت ثابتة على موقفها، فبعد العنف والتنكيل وضرب الحصار على المراكز التعليمية، أتى الدور على وزيرها الأزمي ليحذر من أي مسيرة غير مرخص لها، فكيف لفئة من الشعب أن تعبر عن رأيها إن منعت من كل حق؟ وهل سنلحظ تغيرا لموقف حكومة غير الشعب في قضايا الشعب؟

البوادر لم تكن بالمبشرة، القوات منتشرة على الطرقات وفي المحطات لمنع تدفق الأساتذة إلى الرباط، لكن الكل كان لهم بالمرصاد، وتدفق المتظاهرين استمر إلى أن اجتمع الكل بالرباط. 24 يناير حل والمسيرة بدأت، الكل شهد لها بالنجاح التنظيمي الكبير، الفكرة وصلت والقضية زادت من وزنها الاجتماعي والإعلامي، لكن إلى متى؟

هل الحكومة في شخص الشرقي الضريس ستغير من شكل تعاملها مع المشكل وتجد حلا له؟ ماذا عن أخبار الهدنة المطروحة في شكل إدماج الفوج الحالي في التوظيف المباشر، هل ستلقى طريقا إلى قلوب الأساتذة؟ أم أن مسلسل التعنت والقمع سيستمر؟ أسئلة لن يطول انتظارنا لنحصل على جواب لها.

ويبقى السؤال المهم، هل سياسة *عاود وانا نعاود* مستمرة؟ أم أن المعلم سيلين قلبه ويتذكر أنه هنا من أجل هذا التلميذ وبفضل هذا التلميذ وبدونه لن يحمل تلك العصا؟

إنسان قبل كل شيء، رأيت نور الحياة لأول مرة فوق رمال السعودية الحارقة ثم حططت الرحال بالمغرب، طالب طب في صباحي، باحث عن أدب وسياسة وتاريخ في مسائي، عجمي اللسان، عربي الريشة، قلمي من إنسان لإنسان من أجل حياة كريمة لكل إنسان.

مقالات لكل زمان

تعرفوا على هذه الأماكن التي ستضفي جواً خاصاً لمائدة إفطاركم في مدينة طنجة

إختبار: أجب عن هذه الأسئلة لتعرف المهنة التي تناسبك أكثر

11 علامة تبين أنك رباطي يشتغل بمدينة الدار البيضاء

8 مقولات مأثورة لمدرسينا

عندما نتحدث عن ”السم”، فإننا نتذكر فوراً هذا الطالب الذي عذبنا في الجامعة والمدرسة

11 جملة تكره سماعها كل فتاة مغربية

5 من أغرب الطرق لتقديم الطعام في العالم

10 صور تلخص الموسم الدراسي عند الطالب المغربي

شهر الحب: قصة الملك الأندلسي ابن عباد واعتماد الرميكية

هذه أبرز الأمور التي تجعل نوفل العواملة الإعلامي الأكثر قرباً من قلوب المغاربة