كثر القيل والقال حول قانون عمل خادمات البيوت ابتداء من 16 سنة. مابين تأييد وتنديد، هناك فتيات في ريعان الشباب سيعملن في بيوت في أغلب الأحيان لا تصون كرامتهن. فالعمل قبل شيء صون للكرامة.
التساؤلات التي تطرح أساسا في هذا الموضوع عديدة ويبقى أبرزها، هل أصلا يوجد نص قانوني يحدد اختصاصات خادمة البيت أم أن المشغل هو من يحددها حسب « ما يقولو راسو ودرجة الروينة المنزلية »؟ ففي عديد من الأحيان خادمة البيت هي المربية والطباخة والمنظفة، وحتى غاسلة السيارة.
زد على ذلك، هل فعلا تتوصل الخادمات براتب على حسب ساعات العمل مع زيادة الأجر على العمل الليلي؟ خصوصا أن أغلبهن يقضين الأسبوع كاملا في بيت المشغل.
نحافة الأجر الذي من العار أن يسمى كذلك، لا توازي أبدا حجم العناء المبذول. وبالحديث عن فتيات في مقتبل العمر، هل هناك مساعدات اجتماعيات يواكبنهن ويسهرهن على الأحوال المادية والنفسية، خصوصا للقاصرات من الخادمات؟ فالخروج للعمل مسؤولية جسيمة ويحمل ضغوطات كبيرة، فمن سيمد يد العون لهن ؟ فما يجب حقا تقنينه هو تخصيص أرصدة لدعم هاته الفئة الهشة.
فعار علينا أن نرى فتيات قد يكن متفوفقات دراسيا يتركن مقاعد الدراسة من أجل العمل في البيوت. لنتفق على نقطة، فالعمل في البيوت ليس عارا مادام عملا بعرق الجبين، نحن نثمن كفاح فتيات ضحين بزهرة شبابهن من أجل عائلاتهن، ولكن لن نرضى أبدا أن تكون كفة العمل والكفاح أثقل من أحلامهن وطموحاتهن.
لسنا هنا في مرافعة أو مواجهة قانونية، نحن نتحدث فقط بمنطق العقل والعطف، فشباب المغرب يستحق أن يحلم أحلاما كبيرة ومن حقه أن يخوض تحديات جدية. قد يكون هذا القانون شبه انتصار أمام مصاصي الدماء ممن يرضون أن يروا فتيات من 10 سنوات في مطابخهم.
نريدك يا وطن أكثر طموحا، أكثر إشراقا، أشفق على فتيات أرهقهن واقع الحال، فنظراتهن لك كلها أمل.