-هذا المقال هو مقال رأي، وكل ما سيكتب فيه هو تعبير عن الرأي الشخصي لكاتبه ولا صلة له بتوجه الموقع وهو ما يفسر استخدام ضمير المتكلم به–
يوماً بعد يوم، لا تتوقف الأحداث والأبناء والشخصيات الجديدة عن الظهور في مجتمعنا، لتتناقل أخبارها كل المنابر الإعلامية وتملأ جنبات مواقع التواصل الإجتماعي، لكن، إذا قمنا بإحصائية بسيطة، أو حتى ملاحظة سطحية، سنلاحظ كيف أن الأخبار التي لا تحمل من ورائها شيئاً مفيداً، والأكثر تفاهة هي التي تجذب بشكل أكبر المتابعين، لدرجة أصبح من السهل على العديد من المنابر الذي قد يصطلح عليها بأنها « إعلامية » أو « إخبارية » أن تنجح في جذب العديد من المتابعين بمقالات فضائحية تافهة!
هنا، سنتحدث عن أهم مشاكل مجتمعنا، والذي هو أخطر من الأمية، وهو انعدام الوعي، فلو كانت تلك المنصات والجرائد الإلكترونية، لو كانت تلك الشخصيات التي تقوم ببث مباشر على فايسبوك بمواضيع جد تافهة وقصص خيالية تدرك أنها تخاطب مجتمعاً واعياً، مثقفاً، لا يهتم إلا بالنهوض بنفسه نحو الأفضل، لكانت ستغير من خطها التحريري، قبل أن تتجه نحو الإغلاق إلى الأبد.. لكن، كوننا نرى أن فيديوهات، مقالات، برامج تحضى بهذا الكم الهائل من المتابعة، فلا يجب أن نتذمر من الحالة التي نحن عليها، فالخلل ينطلق من هنا! كفانا بحثاً عن الفضائح، كفانا من جعل قضايا ثانوية جداً تنسينا في قضايا أهم كالتعليم والصحة والتشغيل وغيرها.. فلننهض بوعينا، بمستوانا الثقافي، وحينها، إذا أردتم أن نخوض في مواضيع مثل تلك فلنفعل، أما في حالنا هذه، أمر مثير للشفقة والاشمئزاز ما نراه.. ومثير للحزن بالأخص لأننا نتحسر على كيف يتم تهميش القضايا ذات الأولية مقابل قضايا لا قيمة لها سوى الزخم اللامنطقي الذي تكسبه، لدرجة أننا أحيانا أصبحنا نرى كيف يكون المجتمع مهتزاً بسبب قضية محورية لينساها الكل بمجرد ظهور فيديو فضيحة، أو صورة أو تصريح أو شخصية ما!
من المؤسف قول هذا، لكننا مجتمع عاشق للتفاهات بكل معاني الكلمة.. فهل من بصيص أمل؟ هل ستتغير هذه الحقيقة المرة يوما؟.. أتمنى ذلك لأجل غد أفضل لأطفالنا، لأننا نحن ربما، على هذا الحال، لن نشهد شيئاً مماثلاً.