-هذا المقال هو مقال رأي، وكل ما سيكتب فيه هو تعبير عن الرأي الشخصي لكاتبه ولا صلة له بتوجه الموقع وهو ما يفسر استخدام ضمير المتكلم به–
bladi.net
إنتشرت مؤخراً صورة جديدة على مواقع التواصل الإجتماعي تُظهر بداية استعمال تقنية الـSelf-Checkout، أو الدفع الأوتوماتيكي الذاتي في مراكز التسوق « مرجان » دون تدخل أي شخص في العملية. هذه التقنية ليست بحديثة العهد فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية باعتمادها منذ سنوات، وها هي الآن تحط الرحال بالمغرب.
المشكل المطروح في هذه التقنية هو مشكل العامل البشري. فهذا المشروع يدخل ضمن استبدال الإنسان بالآلة وهو شيء مفيد للشركة، حيث أن الإنتاجية تكون كبيرة والمصاريف تكون أقل على المدى الطويل، وبطبيعة الحال إن تكلمنا عن الدقة، فالآلة تكون أفضل لأن الإنسان غير معصوم من الخطأ. ولكن ما يثير الإنتباه هنا هو إمكانية انتشار مثل هذه التقنيات في العديد من الشركات مستقبلاً وتأثيرها على سوق الشغل، الأمر الذي قد يؤدي بالعديد من الموارد البشرية إلى البطالة.
المغرب حالياً يعاني من أزمة الشغل سواء في القطاع الخاص أو العام، ومع ظهور هذه الآلات مستقبلاً ستتجه العديد من الشركات في القطاع الخاص إلى استخدامها لتكلفتها التي قد تكون مربحة على المدى الطويل ولتفادي العديد من المشاكل الممكن مواجهتها مع العمال مثل الأجور والوضيعية الاجتماعية وظروف العمل، إلخ. وكما نعلم جميعاً، ما يهم القطاع الخاص هو الربح والإنتاجية الكبيرة وقلة الخسائر، فهل سيصبح الكابوس حقيقة؟
مما لا شك فيه أن شركة « مرجان » هي خير مثال لما قد تؤول إليه الأمور مستقبلاً، فكل آلة يتم تركيبها ستضع جانباً يداً عاملة في الشركة، ما يعني أنه مع استبدال جميع الآلات، قد يجد المئات إن لم نقل الآلاف، من الموظفين أنفسهم في دائرة الخطر راكضين خوفاً من شبح الطرد. وإن تم تعميم التقنية على العديد من الشركات، فقد تقع الكارثة خصوصاً وأن الدولة لم تحدد موقفاً من هذا الأمر ولم تُظهر أي استراتيجية واضحة حول توافق الشركات في المزج بين الإنسان والآلة .. فهل تكون بداية النهاية؟
أيوب مروري
لايوجد الكثير لقوله , افكر قليلا ثم أكتب , أفكر كثيرا فلا أكتب .. أحاول تبسيط الاشياء لجعل النفسية قادرة على تحمل ضغوطات الحياة .