سمعنا عن أناس قرروا الرحيل بعيداً عن بلدهم من أجل تحسين وضعيتهم المادية، وآخرين اختاروا الإبتعاد عن أهلهم وأصدقائهم في سبيل الإستمتاع بظروف معيشية أفضل.
قصة اليوم مختلفة تماماً عن ما ألفناه، قصة زوجين ناجحين قررا أخذ مسلك معاكس تماماً. فمن الحياة الفاخرة ومستوى معيشي جد عال وسط ولاية كنتاكي القابعة في الولايات المتحدة الأمريكية، قرر مصطفى جبور (45 سنة) وزوجته الأمريكية دينا زوغيار (46 سنة) ترك كل شيء « في سبيل العودة إلى الأصل » على حد تعبيرهما.
فبعدما خاض مصطفى مساراً ناجحاً في مجال التأمين ودينا التي باعت منتجعها الخاص بالتجميل، عادا معاً تاركين الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية وراءهما، وقررا بداية حياة جديدة بعيداً عن تلك التي لم تصنع سعادتهما، بعيداً عن المظاهر والحسد وكل المجاملات المزيفة.
بعد 20 سنة من هجرة مصطفى من المغرب، باع الزوجين كل ممتلكاتهما ودفعا كل ديونهما ورجعا إلى المغرب وتحديداً إلى قرية بسيطة تبعد بكيلومترات عن مدينة مراكش، وبحوزتهما مبلغ 220 ألف درهم، مبلغ كاف بالنسبة لهما للتبضع من السوق الأسبوعي وشراء أرض من أجل بناء بيتهما الترابي المعزز بالطاقة الشمسية وحيوانات في الحظيرة وحمار كوسيلة نقل. يتكون البيت من مقومات بسيطة كافية للعيش في سلام بالإضافة إلى منظر جميل يطل على جبال الأطلس.

channel 5

Channel 5

Channel 5
يقول مصطفى: « هدفنا هو الإكتفاء الذاتي، بغض النظر أننا سنعيش دون مال، إلا أننا نعيش في حرية مطلقة ». وتضيف دينا: « قضيت حياتي وهدفي هو جمع المال لشراء كل ما أريد لكي أبهر الآخرين فقط ولم أكن سعيدة بتاتاً، والآن الوضع مختلف لأنني لا أملك شيئاً لكي أُحسد عليه وهذا مايجعلني سعيدة ».
ربما قد يعني المال السعادة للبعض، لكن مصطفى ودينا أكّدا للعالم أن السعادة هي الحياة البسيطة.

Channel 5