لعل أهم خطوة اتخذها المغرب في الآونة الأخيرة هي حملة زيرو ميكا، والتي تهدف إلى الحذف النهائي للأكياس البلاستيكية وتغريم موزعيها والمتاجرين فيها.
وباعتبار أن الميكا تعتبر من « مستلزمات الحياة » في المغرب، فإن الغالبية مستاءة من هذا القرار والقانون الفجائيين اللذين أخلا بتوازن طريقة عيش المغاربة بين ليلة وضحاها. فقرار كهذا كان يجب التخطيط له منذ سنوات وليس إسقاطه هكذا وفرضه بدون سابق إنذار على مجتمع اعتاد استخدام الأكياس البلاستيكية في كل مجالات الحياة. فقد كان يجب التخطيط لبديل لن يثقل كاهل الفرد المغربي ويضاف كثقل مادي زائد فرضته عقول ربما تعيش في مغرب آخر. فمثلا أصبح ثمن الكيس البديل لكيس البلاستيك في الأسواق الكبرى والمتوسطة ك »Marjane » ، »Acima »، أو « Bim » يتراوح بين درهم واحد ودرهمين. فمن المفروض أن الشركات الكبرى، وخصوصا من هذا النوع، تحمل جزءا من المسؤولية هي الأخرى وتتحمل تكلفة إنتاج هذه الأكياس عوض إثقال كاهل المستهلك المغربي بها. فالحملة حملة وطنية مغربية، إذن يجب على الجميع الإلتزام بإنجاحها وتحمل جزء من هذه المسؤولية، وليس جعلها فرصة لخلق أرباح جديدة وجيدة لهذه الشركات على حساب الشعب؛ والقرار قرار حكومي، إذن يجب على الحكومة إعانة الشعب على إنجاح هذه المبادرة الحسنة وليس الضغط عليه بفرضها فرضا صارما.
فنحن كمغاربة، على علم تام بأن المغرب مقيد بالإلتزام بخطط لحماية بيئته وثروته الطبيعية كجزء من الثروة الأرضية، وندري بأن احترام هذا الإلتزام يحمل في طياته ضرائب عدة وأهمها الكلفة المالية اللازمة لهذه الخطوة، لكن السرعة في التطبيق وبهذه الطريقة، لم تكن فكرة ذكية والدليل هو أنه عوض أن نجعل الشعب يفخر بحذف الميكا من الاستعمال اليومي لأنها تضر الصالح العام، فإننا وهكذا نجعله يسخط أكثر ويفقد ثقته بحكومته لأنها لا تفكر بصالح الشعب بالأساس بقدر ما تفكر في تحسين صورتها بين دول العالم دون بذل جهد كاف، مادي ومعنوي، لإقناع المواطنين، وخلق بديل مجاني أو بأضعف تكلفة ممكنة لهم قبل أن يتم تطبيق هذا القانون بشكل نهائي.
حسناء بويجرار
الأمومة، الرسم، التصميم، الكتابة، الاختراع، المنطق، القراءة التحليلية، حب الاكتشاف، الخيال، الأفكار العديدة ...أنا.